ولد إلياهو بروننجرابر في بولندا عام 1922، والتحق بالجيش الأحمر مع اندلاع الحرب العالمية الثانية وعمل سائقا لقاطرة في القطارات المدرعة.

عندما هاجر إلى إسرائيل عام 1949، بدأ العمل كسائق لقاطرة في قطار إسرائيل، وهي وظيفة أحبها كثيرًا. وفي عام 1978، وبينما كان في طريقه إلى نوبة عمله، تعرض لحادث سيارة قُتل فيه اثنان من أصدقائه. كما أصيب إلياهو بجروح خطيرة، واضطر إلى التوقف عن عمله كسائق قاطرة، وفور تماثله للشفاء عاد للعمل في القطار وقام بإرشاد السائقين حتى بلوغه سن التقاعد.

وبعد تقاعده، واصل العمل وتطوع بصفته مديرًا لمتحف القطار لدى إنشاؤه عام 1983، وكان مسؤولًا عن التشغيل والصيانة المستمرة له. وكان لدى إلياهو العديد من الهوايات والمجموعات، أهمها جمع الطوابع، وكانت المجموعة برمتها مخصصة لموضوع رئيسي واحد، أحبه أكثر من أي شيء آخر، ألا وهو القطارات.

وقد أمضى إلياهو عقودًا من الزمن في جمع الطوابع عن القطارات من جميع أنحاء العالم، فكان يشتري الطوابع ويتبادلها مع هواة جمع الطوابع من الخارج، وكانت جميعها تحمل صورة أو رسمًا لقطار أو أحد عناصر السكك الحديدية. كما عمل مع أصدقائه على تطوير مجال الطوابع المتعلقة بالسكك الحديدية في إسرائيل وتبرع من مجموعته الخاصة لمتحف القطار.

كما كان يحتفظ بمجموعات أخرى متعلقة بالقطار، مثل مجموعة البطاقات البريدية، ومجموعة مظاريف اليوم الأول، ومجموعة أختام القطارات في خدمة الطوابع، وصور وأعمال فنية على شكل قاطرات أعدها إلياهو من أجزاء الساعة القديمة.

تعد المجموعة الفريدة من طوابع السكك الحديدية للراحل إلياهو برونينجرابر هي واحدة من أكبر المجموعات المخصصة للقطارات في العالم، وتعكس ثروة عالم السكك الحديدية.

جميع الطوابع المعروضة قام بجمعها إلياهو على مدى عقود من الزمن ويمكن من خلالها التعرف على العالم المتغير بشكل عام وعالم القطارات بشكل خاص.

والختم هو عبارة عن قطعة صغيرة من الورق تُلصق على رسالة وتشير إلى دفع رسوم البريد إلى هيئة البريد لغرض تسليم الرسالة إلى المرسل إليه. وكان جمع الطوابع هواية شائعة ومعروفة، فكان هواة جمع الطوابع من جميع أنحاء العالم يتبادلون الطوابع فيما بينهم أو يشترونها بالمال. وتتحدد قيمة الطوابع حسب أهميتها أو حسب توفرها وحسب الرسم أو الصورة التي تظهر عليها.

تتضمن المجموعة طوابع فردية تم إصدارها بفكرة أو موضوع معين يتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بمجال السكك الحديدية.  وهناك أيضًا سلسلة من الطوابع الصادرة تكريمًا لحدث خاص أو بمناسبة مرور عدة سنوات. يوجد نوع آخر من السلسلة يحتوي على طوابع تحمل نفس الصورة أو الرسم التوضيحي صادرة بألوان مختلفة، وذلك للتمييز بين قيمها النقدية بشكل أساسي.

المجموعة المعروضة هنا للمرة الأولى للجمهور هي جزئية فقط. وقد اختار فريق متحف القطار عددًا محدودًا من الطوابع لعرضها بحيث يمكن الحصول على انطباع عن التنوع الكبير في المجموعة وثراء وألوان مجموعة الطوابع من جميع أنحاء العالم والتي جمعها شخص واحد على مر السنين حول موضوع واحد.

وتتضمن المجموعة الكاملة عشرات الآلاف من الطوابع التي جمعها إلياهو من جميع دول العالم تقريبًا (بعضها لم يعد موجودًا اليوم). جاءت بعض الطوابع من دول كانت خاضعة لسيطرة قوى عظمى، حتى قبل حصولها على استقلالها أو انتقالها إلى سيطرة قوة أخرى.

تعود الطوابع إلى فترات مختلفة، من القرن التاسع عشر إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وتحتوي على صور ورسوم توضيحية للعربات والقاطرات والأدوات والسكك وإشارات المرور والأنفاق والمحطات وخرائط خطوط السكك الحديدية ومهندسي السكك الحديدية وغيرها…

للوهلة الأولى، لا يمكن دائمًا رؤية العلاقة بين الطابع والقطار، لذلك سيتعين علينا بذل جهد والنظر عن كثب.

تم التبرع بالمجموعات إلى متحف القطار من قبل أفراد عائلة الراحل إلياهو.